انطلاق مشروع مدينة الذهب العالمية ببغداد

الإثنين
11.08.2025
استثمار عراقي جديد في عالم صناعة الذهب والمجوهرات
 

أعلنت وزارة التجارة العراقية أن المجلس الوزاري للاقتصاد وافق على إنشاء مدينة الذهب العالمية في بغداد، في خطوة تُعد الأولى من نوعها في تاريخ العراق الصناعي. يأتي المشروع انسجاماً مع البرنامج الحكومي الهادف إلى دعم التنمية الصناعية وتوطين الصناعات المهمة، وفي مقدمتها صناعة الذهب والمجوهرات، بما يساهم في توفير فرص عمل وتعزيز الإنتاج المحلي، حسب ما ورد في بيان الوزارة عبر وكالة الأنباء العراقية.

أهداف مشروع مدينة الذهب في بغداد

وفقاً للبيان، يمثل المشروع نقلة نوعية في مسار تطوير الصناعات الوطنية، حيث سيوفر منظومة متكاملة تتضمن وحدات صناعية متخصصة، ومراكز تدريب متطورة لصياغة الذهب وفق المعايير العالمية، إضافة إلى أسواق وبورصة متقدمة للذهب والمجوهرات. هذه البنية التحتية ستضع بغداد على خارطة المراكز الإقليمية لصناعة وتجارة الذهب، ما يمنحها ميزة تنافسية في السوق الإقليمي.

مدير عام دائرة العلاقات الاقتصادية الخارجية في وزارة التجارة، رياض فاخر الهاشمي، أوضح أن المشروع يستهدف دعم القطاع الخاص وتوسيع مساهمته في الاقتصاد الوطني. وسيتم تنفيذ المدينة ضمن المدينة الاقتصادية المتكاملة في بغداد، بما يسهم في تعزيز النشاط الصناعي والتجاري وتحقيق شراكات مع مستثمرين محليين ودوليين.

أساسيات مدينة الذهب في بغداد

أكدت وزارة التجارة العراقية أنها بدأت التنسيق مع الهيئة الوطنية للاستثمار لاستكمال الإجراءات اللازمة، بما في ذلك تخصيص الأرض وإصدار الإجازات الاستثمارية، تمهيداً لبدء مرحلة التنفيذ الفعلي. هذه الخطوة تفتح الباب أمام دخول مستثمرين من القطاعين العام والخاص للمشاركة في المشروع، مما يعزز من فرص نجاحه واستدامته.

بنية تحتية متكاملة ومراكز تدريب متطورة

المدينة لن تقتصر على الإنتاج الصناعي فحسب، بل ستضم مراكز تدريب وتأهيل متخصصة تهدف إلى نقل الخبرات العالمية في صياغة الذهب إلى الأيدي العراقية. هذه المراكز ستتيح تدريب جيل جديد من الحرفيين، ما يرفع من جودة الإنتاج المحلي ويزيد من قدرته على المنافسة في الأسواق العالمية.

التقنيات الحديثة في التصنيع

يُتوقّع أن تعتمد المدينة على تقنيات حديثة مثل الصهر بالتحكم الحراري عالي الكفاءة، وأنظمة التكرير بالتقنيات النظيفة، إلى جانب اعتماد معايير دولية في المراقبة النوعية، ما يسهم في تقليل الهدر وضمان جودة عالية للذهب المُنتج. كما تُدرَّب كوادر فنية عراقية للعمل بكفاءة مثل هذه الأجهزة، ما يسهم ببناء رأس مال بشري محلي قوي ومستدام.

شراكات دولية لنقل التكنولوجيا

يُخطط المشروع لتوقيع شراكات استراتيجية مع جهات دولية مرموقة في قطاع الذهب—مثل شركات تصنيع آلات الصهر الأوروبيّة أو الأكاديميات المتخصصة في التدريب المعدني—لتوفير نقل التكنولوجيا الحديثة، وتعزيز القدرة التنافسية للصناعات العراقية محليًا وإقليميًا.

انعكاسات متوقعة على الاقتصاد العراقي

من المتوقع أن يسهم المشروع في خلق آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، وزيادة العوائد من قطاع الذهب والمجوهرات، فضلاً عن تقليل الاعتماد على الواردات. كما سيعزز من صورة بغداد كمركز صناعي وتجاري إقليمي، ويمكّن العراق من المنافسة في واحدة من أكثر الصناعات قيمة وربحية على مستوى العالم.

من ناحية أخرى يتوقع أن يقلل المشروع من الاستيراد إلى حد كبير عبر تغطية الطلب الداخلي من الذهب المصنوع محليًا، ما يؤدي إلى تحسين الميزان التجاري، وزيادة صافي الصادرات. كما يمكن للمدينة أن تنشط صناعات مكمّلة، كالتغليف الفاخر والتصميم الفني للمجوهرات—ما يُثري القيمة المضافة محليًا.

وأخيراً، يمثل مشروع مدينة الذهب العالمية في بغداد خطوة استراتيجية كبرى نحو تنويع الاقتصاد العراقي وتوطين الصناعات ذات القيمة العالية. من خلال الجمع بين الإنتاج، التدريب، والتجارة في بيئة متكاملة، يمكن للعراق أن يتحول إلى لاعب إقليمي بارز في قطاع الذهب والمجوهرات.


الأكثر شيوعاً في المنتدى